أعمال القلوب: حقيقتها وأحكامها عند أهل السنة والجماعة وعند مخالفيهم.

Tài liệu tương tự
Microsoft Word - Document2

Bố Thí Để Gia Tăng Công Đức

untitled

च धर फ उण ड सनद व र ग रख म १७९ घर हस त न तरण २०७२ च त १० गत १८:०७ म प रक श त १० च त, क ठम ड च धर फ उण ड सनल ग रख श ल ल क एक सय ७९ भ कम प प रभ श तहर क

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 25/09/2014 Conseil n

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 03/06/2016 Conseil n

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 03/02/2014 Conseil n

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 13/08/2015 Conseil n

CDH

hªr f ecnñ-1 l Ù¹ l f n J AeÉeÉ MäS j a (pll l), he J h NQ pªs e Hhw gm i Nl A dl l fëc el B hce fœ (f ua LaÑ«L cçl L) fëll x

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 21/12/2015 Conseil n

2019_04_16_MC_ALA_CARTE_MENU_ARABIC_VAT

شعبة الا علام والتواصل Département communication LE CNDH DANS LA PRESSE NATIONALE المجلس الوطني لحقوق الا نسان في الوطنية الصحافة 13/02/2015 Conseil n

sina dream يخت سينا دريم,ألف ليلة وليلة,شهر عسل في شرم الشيخ,flynasاقوى عروض طيران ناس

Microsoft Word - مقال البيان تحولات الموقف الدولي.docx

BỘ GIÁO DỤC VÀ ĐÀO TẠO

examens préopératoires

Giáo Lý Tham Gia Các Lễ Tết Của Người Ngoại Đạo

Truy cập website: hoc360.net để tải tài liệu đề thi miễn phí Chuyên đề nâng cao 1 TAM GIÁC ĐỒNG DẠNG MA' MB ' MD ' MB ' 1.1. Trên tia đối tia MA lấy D

Bản quyền thuộc Học Như Ý. All rights reserved 1

š t t Œ z! "# $%& (') (*+, -.-/ *0!$% $ 879.!: %!;<" D (' - *0EF;/ 6-9.-$%* 32 I#,) J.- K$L M 6 NO L79 P ) Q4 QR$. /79

2014 SPECIAL TNPSC Group II & VAO த ர வ க க பன பட ம க பக க ன ல ன -ல ட கள - 1 -

HƯỚNG DẪN GIẢI ĐỀ THI THỬ THPT QUỐC GIA MÔN TOÁN NĂM 2018 TRƯỜNG THPT CHUYÊN TRẦN PHÚ HẢI PHÒNG Câu 1: Trong khai triển 8 a 2b, hệ số của số hạng chứa

KAMARAJ IAS ACADEMY தம ழ இலக க யம த ள I ப ர வ (அ) பக த - 1: தம ழ மம ழ வரல ற ம தன ம இந த ய ம ழ க க ட ம பங கள மப த வ க இந த ய ம ழ கள ல ம க ற ப ப கத த ர

التحكم بإضاءة RGB LED من خلال واجهة رسومية عبر Matlab

uu ~. ~g..~.~~ (Ban hanh kem theo 7116nghe /TT-BTC ngcty05 thdng 04 nam 2012 ella 13<5Tid chlnh huang d6n vj viec Cong bo thong tin tren thi

Thầy NGUYỄN TIẾN ĐẠT GÓC GIỮA HAI ĐƯỜNG THẲNG Giáo viên: Vũ Văn Ngọc, Nguyễn Tiến Đạt A. KIẾN

Các Quyền Lợi Của Phụ Nữ Trong Islam


01_Phep tinh tien_Baigiang

Ôn tập Toán 7 học kỳ II (Phần bài tập)

TUYỂN TẬP ĐỀ THI HSG TỈNH 9 NĂM Thực hiện bởi NHÓM MATH-TEX Phạm Quốc Sang - Lê Minh Cường Phạm Hữu

03_Duong thang vuong goc voi mp_Baigiang

+M l. - uy h A f'i -'- r. i ^. ^r h - '- tr ^.x -.a a) o H rl'9 o" _i 6,!. j n o -, fi a -o o' s^ F..t; 63 oé' =e (D Ò H t - ^= - a F.t - a

DRESS REHEARSAL SCHEDULE- THURSDAY MAY 21ST RECITAL 2015 NORTH ROCKLND HIGH SCHOOL Arrive Class Stage photos leave 3:30 Ba 4 BE Sat 2:00 RED, WHITE &

DANH SÁCH CÔNG NHẬN TRÚNG TUYỂN HỆ ĐÀO TẠO TRÌNH ĐỘ TIẾN SĨ NĂM 2018 (kèm theo Quyết định số 7788-QĐ/HVCTQG ngày 19/12/2018 của Giám đốc Học viện Chín

Giải đề : Phạm Nguyên Bằng SĐT : P a g e

SỞ GIÁO DỤC VÀ ĐÀO TẠO HÀ NỘI MÃ ĐỀ 023 ĐỀ THI KHẢO SÁT CHẤT LƯỢNG LỚP 12 NĂM HỌC Môn: Toán Thời gian: 90 phút (Không kể thời gian phát đề)

தவக க ல ந ன ப த த ய னம St.Anna Kappelle, Annaberg 35, Haltern am See ப டல தலலப ப கள 1. ந ன ந ன கவ ந த ர க க வ ன ழ த

SỞ GIÁO DỤC VÀ ĐÀO TẠO HÀ NỘI HÀ NỘI ĐỀ CHÍNH THỨC (Đề có 06 trang) Câu 1:Trong không gian, ĐỀ KIỂM TRA KHẢO SÁT LỚP 12 NĂM 2019 Bài kiểm tra môn: TOÁ

Slide 1

Tại Sao Tôi Dâng Lễ Cầu Nguyện

(LU HÀNH NI B) TÀI LIU ÔN TP HC K I Môn: Toán Khi: 11 Ban: T nhiên Giáo viên son: Nguyn Thanh D ng Eakar, tháng 12 nm 2010

THẦY HOÀNG SƯ ĐIỂU (HOANG MICHAEL) Chương IV. DAO ĐỘNG ĐIỆN TỪ 1 HOẠCH ĐỊNH HỌC TẬP. 1. Lý thuyết cần nắm vững + Dao động điện từ trong mạch LC, sự bi

Bản ghi:

ا عمال القلوب- حقيقتها وا حكامها عند ا هل السنة والجماعة وعند مخالفيهم. تتكون خ طة البحث: مقدمة وتمهيد وثلاثة ا بواب وخاتمة وفهارس. المقدمة: وتتضمن: ا همية الموضوع ا سباب اختياره خطة البحث منهج البحث ا هم المراجع والمصادر التي رجع ا ليها الباحث والشكر والتقدير لكل من ا عان وساعد على ا نجاز هذا البحث. وا ما التمهيد: فيتضمن مبحثين: المبحث الا ول: مراتب الدين حقيقتها والعلاقة بينها. المبحث الثاني: حقيقة القلب. الباب الا ول: ا عمال القلوب وا قسامها. الفصل الا ول: حقيقة ا عمال القلوب ومنزلتها من الا يمان. المبحث الا ول: عبارات السلف الصالح في تعريف الا يمان ومرادهم بذلك والجمع بين تعاريفهم للا يمان. المبحث الثاني: المراد بتصديق القلب واعتقاده وا قراره عند السلف الصالح رحمهم االله. المبحث الثالث: حقيقة ا عمال القلوب وا مثلتها. المبحث الرابع: العلاقة بين ا قوال القلوب وا عمالها. المبحث الخامس: ا عمال القلوب التي هي ا ركان العبادة. المبحث السادس: ا عمال القلوب التي هي شروط للشهادتين. الفصل الثاني: ا همية ا عمال القلوب وعلاقة ا عمال الجوارح ا. المبحث الا ول: ا همية ا عمال القلوب. المبحث الثاني: علاقة ا عمال الجوارح با عمال القلوب. الفصل الثالث: ا قسام القلوب وا مراضها. المبحث الا ول: القلب السليم وعلامات سلامته. المبحث الثاني: القلب الميت وعلامات موته. المبحث الثالث: القلب المريض وعلامات مرضه. المبحث الرابع: ا مراض القلوب حقيقتها وا قسامها وخطور ا. الباب الثاني: ا حكام ا عمال القلوب.

الفصل الا ول: ا حكام عبودية القلب. المبحث الا ول: ا عمال القلوب الواجبة والمستحبة وا دلتها من الكتاب والسنة. المبحث الثاني: ا عمال القلوب المباحة. المبحث الثالث: النية لا عمال القلوب. المبحث الرابع: الا كراه على ا عمال القلوب. المبحث الخامس: هل تكتب الملاي كة ا عمال القلوب المبحث السادس: ا عمال القلوب المحرمة والمكروهة. الفصل الثاني: التلازم بين ا عمال القلوب. المبحث الا ول: هل ا عمال القلوب متلازمة في الانتفاء المبحث الثاني: هل ا عمال القلوب متلازمة في الثبوت المبحث الثالث: هل يزول الا يمان بزوال ا عمال القلوب الفصل الثالث: تفاضل ا عمال القلوب وا سبابه. المبحث الا ول: حقيقة تفاضل ا عمال القلوب والا دلة عليه من الكتاب والسنة. المبحث الثاني: ا سباب تفاضل ا عمال القلوب. المبحث الثالث: درجات ا عمال القلوب المتعلقة بدرجات الا يمان. المبحث الرابع: تفاضل ا عمال الجوارح بتفاضل ا عمال القلوب. المبحث الخامس: التفاضل عند االله بحقاي ق الا يمان التي في القلوب. الفصل الرابع: ا ثر ا عمال الجوارح في ا عمال القلوب. المبحث الا ول: ا ثر ا عمال الطاعات الظاهرة في ا عمال القلوب. المبحث الثاني: ا ثر المعاصي على ا عمال القلوب. الفصل الخامس: الفرق بين الحكم على الباطن والحكم على الظاهر في الدنيا والا خرة. المبحث الا ول: الفرق بينهما في ا حكام الدنيا. المبحث الثاني: الفرق بينهما في ا حكام الا خرة. الفصل السادس: حكم هم القلب ووسوسته وخواطره. المبحث الا ول: خواطر القلب ووسوسته. المبحث الثاني: الهم بالحسنات. المبحث الثالث: الهم بالسيي ات. الفصل السابع: درجات الناس في ا عمال القلوب.

المبحث الا ول: السابق بالخيرات. المبحث الثاني: المقتصد. المبحث الثالث: الظالم لنفسه: تسميته وحكمه في الدنيا والا خرة. الباب الثالث: مذاهب المخالفين في ا عمال القلوب والرد عليهم. الفصل الا ول: مذاهب المتكلمين في ا عمال القلوب والرد عليهم. المبحث الا ول: المراد بالمتكلمين. المبحث الثاني: مذهبهم في ا عمال القلوب. المبحث الثالث: شبها م. المبحث الرابع: الرد عليهم من الكتاب والسنة. المبحث الخامس: ما ترتب على مذهبهم من فساد. الفصل الثاني: مذهب مرجي ة الفقهاء في ا عمال القلوب. ومناقشة استدلالهم. وفيه ا ربعة المبحث الا ول: المراد بمرجي ة الفقهاء. المبحث الثاني: مذهبهم في ا عمال القلوب وا دلتهم. المبحث الثالث: الرد على وجه استدلالهم. المبحث الرابع: نوع الخلاف بينهم وبين جمهور ا هل السنة وثمرته. الفصل الثالث: مذهب الصوفية في ا عمال القلوب والرد عليهم. وفيه خمسة مباحث: المبحث الا ول: المراد بالصوفية. المبحث الثاني: مذهب الصوفية في ا عمال القلوب. المبحث الثالث: شبها م. المبحث الرابع: الرد على شبها م. المبحث الخامس: ما ترتب على مذهبهم من فساد. ا ما الخاتمة: وفيها ا هم نتاي ج البحث مع التوصيات. ا هم النتاي ج والتوصيات. ١) مما يعين على معرفة حقيقة ا عمال القلوب وا حكامها وعلاقتها با عمال الجوارح معرفة مراتب الدين والعلاقة بينها وقد تبين لنا في التمهيد ا ن الا يمان ا ذا جاء مقرون ا بالا سلام فا نه يراد بالا يمان ا عمال القلوب وتكون الا قوال والا عمال الظاهرة في هذه الحالة من لوازم الا يمان وموجباته ودلاي له. و ذا تحتل ا عمال القلوب شطر الا يمان بل شطره الا هم المو ثر في الشطر الا خر.

وا ما ا ذا ا طلق الا يمان والا سلام فا نه يراد بكل واحد منهما الدين كله ظاهره وباطنه ا قواله وا عماله. و ذا يتبين لنا ا ن الا يمان الذي هو ا صل الدين ولبه يختص با عمال القلوب عند اقترانه بالا سلام وا ما عند انفراده فهو يشمل الدين كله ظاهره وباطنه و ذا تتضح ا همية ا عمال القلوب من جهة كو ا شطر الدين بدخو له ا في مسمى الا سلام والا يمان عند الا طلاق وا ما عند التقييد فا ا تختص بالا يمان ومع ذلك فالمسلم حق ا لا بد ا ن يكون معه ا صل الا يمان فكما ا نه لا ا يمان لمن لا ا سلام له فكذلك لا ا سلام لمن لا ا يمان له. ٢) المراد بالقلب شرع ا: هو القلب المعنوي الذي هو لطيفة ربانية لها تعلق بالقلب الحسي وهذه العلاقة سر رباني يدرك الناس ا ثارها ولا يعرفون كنهها. ويطلق على هذا القلب الر وع والجنان والفو اد والصدر. وسمي قلب ا لتقلبه في الا مور ولا نه خالص ما في البدن. ومكان هذا القلب المعنوي: هو الصدر وهو الذي يعقل ويعمى ويبصر ويصلح ويفسد. وقد دلت النصوص الشرعية على ا ن العقل محله القلب ومع ذلك فله اتصال بالدماغ. ٣) المتا مل في نصوص الكتاب والسنة يدرك العناية الكبرى بالقلب وصف ا له وعلاج ا ومنهج ا في التعامل معه وتجنيبه ا سباب المرض والسقم لا نه محل التقوى بصلاحه يصلح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله. وهذا القلب معرض للصحة والمرض فيصح ا حيان ا ويمرض ا حيان ا وينشط ا حيان ا ويفتر ا حيان ا. وللقلب انفعالات عديدة فهو يا لف وينفر ويتحسر ويطمي ن ويخاف ويوجل ويرا ف ويرحم ويرتاب ويشك ويزيغ ويضل ويغلظ ويقسو ويمرض ويموت. كما ا ن له في الخير انفعالات كثيرة فهو يتدبر ويتذكر ويتعظ ويتقي ويطمي ن ويخشع وينيب ويسكن ويخبت ويسلم ويتقي ويفجر. وقد تفسد القلوب فيطبع عليها وتزين المعصية لها وتستغرق في اللهو والباطل. وبالعكس من ذلك قلوب ا خرى تنيب ا لى االله فتطهر وتزكو وتسلم من غواي ل الشر. والقلب له ا حوال في المعرفة فهو يعقل ويتدبر ويتعظ ويتذكر ويفقه المعاني والا يات ومن هنا كان له كسب وعمل وا ضيف ا ليه الا ثم ويوم القيامة يسا ل العبد عن قلبه كما يسا ل عن بقية جوارحه. ومن ثم فصلاح القلوب في صحتها وصحتها في استعمالها فيما خلقت له من معرفة االله ومحبته وخوفه ورجاي ه والتوكل عليه وا خلاص الدين له. ٤) لقد عر ف السلف الصالح الا يمان با نه قول وعمل ومعنى ذلك ا نه قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. وقول القلب هو تصديقه وا قراره ومعرفته وعلمه واعتقاده مثل: اعتقاد ما ا خبر االله به عن نفسه وعن ا سماي ه وصفاته وا فعاله. وقد ورد عن بعض السلف تفسير ا يمان القلب بالتصديق ا و الا قرار ا و الاعتقاد.

ومرادهم بتصديق القلب: ا - التصديق الخبري العلمي بمعنى ا ن يقع في القلب نسبة الصديق ا لى المخبر والخبر ذاته مجرد ا عما سوى ذلك من ا عمال القلوب وهذا قول القلب. ب- التصديق العملي ا ي تصديق الخبر بالامتثال والانقياد وهذا هو الذي قصده السلف عن ا طلاق التصديق فمن قال من السلف: ا ن الا يمان تصديق بالجنان فا نه يقصد بذلك المعنيين. وقد دلت الا دلة من الكتاب والسنة وا قوال السلف ولغة العرب على ا ن التصديق ليس محصور ا في التصديق الخبر بل ورد كذلك في التصديق العملي. ويقال مثل ذلك في ا طلاق السلف على ا يمان القلب ا نه اعتقاد ا و ا قرار. وا ما معرفة القلب وعلمه وقوله فلا ا شكال في ا ن المراد ا قول القلب فقط وبالتالي يتضح الفرق بين ا طلاق السلف على ا يمان با نه تصديق وبين ا طلاق المتكلمين على ا يمان القلب با نه تصديق ويعنون به قول القلب فقط مجردا عن عمله. ٥) تبين لنا من خلال البحث ا ن ا عمال القلوب لا يمكن تعريفها بالتعريف الاصطلاحي لا ا ا عمال باطنة لا يمكن ا ن يتصور حقيقتها ا لا من اتصف لها. ومن ثم فيصعب ا حيان ا وصفها بالعبارة والتفريق بينها لتداخلها وتلازمها. ولهذا نجد العلماء الذين ذكروا ا عمال القلوب لم يعرفوها بالتعريف الاصطلاحي وا نما ذكروا لها ا مثلة تتمي ز ا عن ا قوال القلب واللسان وا عمال الجوارح. وحاصل تعريفها ا ا الا عمال التي يتعلق ا داو ها بالقلب دون ساي ر الجوارح. ٦) ولكثرة ا عمال القلوب وتداخلها فا نه يصعب عدها وحصرها ولقد حاول بعض العلماء عدها وحصرها عند شرحهم لحديث شعب الا يمان في المصنفات في شعب الا يمان ومع ذلك فلا تعدو ا ن تكون هذه اجتهادات استنبطها العلماء من خلال استقراء النصوص الشرعية ولم يا ت نص في تعيينها وعدها. ٧) تبي ن لنا من خلال بيان العلاقة بين ا قوال القلوب وا عمالها: ا ن ا قوال القلوب وا ن كانت ا صل في الا يمان يزول بزوالها ا لا ا نه ينبغي ا ن يعلم ا ا لا تنفع وحدها بل لا بد من ا ن ينضم ا ليها عمل القلب وقول اللسان وعمل الجوارح. ٨) ومما يبين ا همية ا عمال القلوب ومنزلتها من الدين والا يمان ا ن العبادة التي من ا جلها خلق االله الخلق وا رسل الرسل تقوم على ثلاثة ا عمال قلبية هي ا ركا ا وهي: المحبة والخوف والرجاء. وهي من محركات القلوب ا لى االله عز وجل فما حفظت حدود االله ومحارمه ووصل الواصلون ا ليه بمثل محبته وخوفه ورجاي ه فمتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فساد ا لا يرجى صلاحه ا بد ا ومتى ضعف فيه شيء من هذه الثلاث ضعف ا يمانه بحسبه. وهذه الا ركان الثلاثة هي التي يقوم عليها التوحيد والا سلام ولهذا وصف االله ا خواص خلقه

في ا يات كثيرة. ولابد من التلازم بينها ولهذا قال بعض السلف: (من عبد االله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد االله بالخوف وحده فهو حروري ومن عبد االله بالرجاء وحده فهو مرجيء ومن عبد االله بالحب والخوف والرجاء فهو مو من موحد). ولهذا اقتضى الا مر بيان حقيقة كل عمل قلبي من هذه الا عمال الثلاثة ومنزلته وا قسامه وا حكامه وثمراته. ٩) مما يبين ا همية ا عمال القلوب ومنزلتها من الدين والا يمان ا ن شروط الشهادتين التي لا تنفع قاي لها ا لا باجتماعها هي ا عمال قلبية وهي: العلم واليقين والصدق والا خلاص والمحبة والانقياد والقبول. له. فالمتا مل في الا حاديث النبوية التي جاء فيها بيان فضل الشهادتين يجد ا ا جاءت مقيدة بالا خلاص واليقين والصدق والطما نينة وكل ذلك ا شارة ا لى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين بل معنى الا له هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وا جلالا ومحبة وخوف ا ورجاء وتوكلا عليه وا نابة وخضوع ا ولها اقتضى الا مر بيان حقيقة كل عمل قلبي من هذه الا عمال وبيان منزلته وا قسامه وا حكامه مما يتبين به حقيقة ا عمال القلوب وا حكامها. ١٠) ومما يبين ا همية ا عمال القلوب ا ا ا صل الدين والا يمان وهي مقصودة ومرادة لذا ا وا عمال الجوارح تبع ومكملة لها ولهذا فالثواب والعقاب والمدح والذم وتوابع ذلك هو للقلب ا صلا وللجوارح تبع ا وعليه فمعرفة ا حكام ا عمال القلوب ا هم من معرفة ا حكام ا عمال الجوارح لا ا ا فرض على العبد منها ومستحبها ا حب ا لى االله من مستحب ا عمال الجوارح وهل يميز بين المو من والمنافق ا لا بما في القلوب وهل يمكن الدخول في الا سلام ا لا بعمل القلب قبل عمل الجوارح فالعبودية في الحقيقة هي عبودية القلب. ١١) ا عمال الجوارح لا تكون ا يمان ا بدون ا يمان القلب ويلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح كما ا نه يلزم من عدم طاعة الجوارح عدم طاعة القلب لا نه لو ا طاع القلب لا طاعت الجوارح وانقادت فالمتا مل في الشريعة ومصادرها يعلم ارتباط ا عمال الجوارح با عمال القلوب وا ا لا تنفع بدو ا. ١٢) لقد دلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ا ن التقوى في الحقيقة هي تقوى القلوب لا تقوى الجوارح فقط وا ذا كانت التقوى في القلوب فلا يطلع على حقيقتها ا لا علام الغيوب عز وجل. ولذلك كانت القلوب هي محل نظر الرب من العبد. ومع ذلك فمن اتقى قلبه اتقت جوارحه ومن فجر قلبه فجرت جوارحه. ١٣) لقد دلت النصوص الشرعية ا ن القلوب تنقسم ا لا ثلاثة ا قسام من حيث الصحة والمرض

والحياة والموت: الا ول: القلب السليم: وهو الخالص الله السالم من الشرك والشك. ومن علامات سلامته: الخشوع والا نابة والوجل والا خبات واللين والاطمي نان والتقوى والهداية ونحوها. الثاني: القلب الميت: وهو القاسي الخالي من الا يمان وجميع الخير وهو قلب الكافر والمنافق. ومن علامات موته: القسوة والختم والطبع والقفل والزيغ. الثالث: القلب المريض: وهو الذي يشك في الحق ا و يعرفه ولكن يو ثر غيره عليه. ومن علامات مرضه: ميله ا لى الحرام. وا مراض القلوب ترجع ا لى نوعين: ا - ا مراض الشهوات التي منشا ها الهوى مثل: شهوة الزنا والرياء والكبر والعجب والحسد والفخر والخيلاء. ب- ا مراض الشبهات التي منشا ها الجهل مثل: الشك والنفاق والبدعة وهي ا خطر. ولا شفاء للقلب من هذه الا مراض ا لا بكتاب االله وهدي رسوله. ١٤) تنقسم ا عمال القلوب حسب الا حكام التكليفية ا لى خمسة ا قسام: الواجب والمستحب والمباح والمكروه والمحرم. والا عمال القلبية الواجبة كثيرة جد ا بل كل ما ا وجبه االله على العباد لا بد ا ن يجب على القلب فا نه ا صل وا نما وجب على غيره بالتبع. والا عمال القلبية الواجبة منها المتفق على وجوبه مثل: الا خلاص والتوكل والمحبة والصبر والا نابة والخوف والرجاء ومنها المختلف في وجوبه مثل: بعض ا نواع الرضا بقضاء االله وقدره من الا لم والمرض ونحوه ومثل الخشوع في الصلاة. وكل عمل قلبي له طرفان: واجب مستحق وكمال مستحب. وا ما الا عمال القلبية المباحة فهي ما كان سببه مباح ا مثل: المحبة الطبيعية والخوف الطبيعي والصبر على المباح وغيرها. فا ن ا عان على طاعة االله كان طاعة وا ن كان سبب ا في ترك واجب ا و فعل محرم كان حرام ا. ١٥) اختلف العلماء -رحمهم االله- في اشتراط النية لا عمال القلوب على ثلاثة ا قوال: القول الا ول: ا ن ا عمال القلوب لا تحتاج ا لى نية لا ن النية ا نما شرعت لتمييز العبادات على العادات وتمييز رتب العبادات وا عمال القلوب لا تكون عادات ولا تلتبس بغيرها. القول الثاني: ا ن النية واجبة في ا عمال القلوب لدخولها في عموم الا دلة ولا ن فيها المشروع والممنوع والمباح ولا يفرق بينها ا لا بالنية. القول الثالث: النية ا مر ملازم لا عمال القلوب فلا يحتاج العبد ا لى القيام ا لا نه لا يمكن ا ن تقع

ا لا منوية وا ذا فقدت النية فقدت حقيقتها. ١٦) لا خلاف بين العلماء في ا نه لا مجال للا كراه على ا عمال القلوب لا نه لا يتصور الا كراه عليها فالا كراه ا نما سلطانه على الظاهر لا على الباطن. ١٧) لقد دلت النصوص الشرعية ا ن الملاي كة الحفظة يعلمون ا عمال القلوب ويكتبو ا بما ا علمهم االله خلاف ا لمن قال ا ا لا تكتب ا لا الا عمال الظاهرة. ١٨) وا ذا كان ا صل الا يمان في القلب فكذلك الكفر والنفاق والعصيان ا صلها في القلب. والمحرمات القلبية نوعان: كفر ومعصية. فالكفر مثل: الشك والنفاق والشرك وتوابعها. والمعصية نوعان: كباي ر وصغاي ر. الكباي ر مثل: الرياء والعجب والكبر والفخر والخيلاء والقنوط من رحمة االله والا من من مكره االله وسوء الظن بالمسلمين والحسد والسخط والشح والحقد والتباغض بين المسلمين. والصغاي ر مثل: شهوة المحرمات وتمنيها. مع العلم با ن الكبيرة قد يقترن ا من الخوف من االله والحياء ما يلحقها بالصغاي ر وقد يقترن بالصغاي ر من قلة الحياء وعدم المبالاة ما يلحقها بالكباي ر. ١٩) المحرمات القلبية الباطنة ا شد تحريم ا من المحرمات الظاهرة لا ا ا صلها فكل من نواقض ونواقص الا يمان الاعتقادية هي ا صل النواقض والنواقص القولية والعملية وفساد الظاهر دليل على فساد الباطن ولا ن المحرمات القلبية ا عم وقوع ا وا سهل ارتكاب ا ولهذا الذم عليها ا عظم من الذم على المحرمات الظاهرة. ٢٠) تبين لنا من خلال بيان حقيقة التلازم بين ا عمال القلوب نفي ا وا ثبات ا وتا ثير زوالها ا و نقصها على زوال الا يمان ا و نقصه ا ن ا عمال القلوب منها المتلازم في الانتفاء ومنها ما لا يلزم بانتفاي ه انتفاء الا خر لكن قد يلزم منه النقص ومرجع ذلك ا لى ا ن ا عمال القلوب المشروعة درجات في الوجوب والاستحباب ومنها الا صل ومنها الفرع وبعضها يتضمن الا خر تضمن الكل للجزء ا و مستلزم له استلزام الملزوم للازمه الذي لا ينفك عنه. ومن صور التلازم بين ا عمال القلوب ا ن الترقي فيها من الا دنى ا لى الا على لا ينعدم به الا دنى بل يندرج ونطوي في الا على كما يندرج الا يمان في الا حسان ويندرج الصبر في الرضا لا ا ن الصبر يزول كما تزعم الصوفية. ومن ذلك ا ن الرضا بقضاء االله وقدره لا ينافي الرحمة والبكاء على المصاب. ٢١) لقد دلت الا دلة الشرعية من الكتاب والسنة واتفاق سلف الا مة على ا ن ا عمال القلوب متفاضلة تفاضلا عظيم ا لا يعلم قدره ا لا االله عز وجل وهذا من الا مور المعلومة التي يجدها الا نسان

من نفسه فدرجت اليقين والصدق مثلا في قلب العبد تختلف من وقت لا خر ومن حال ا لى حال بحسب القربى ا و البعد عن االله ومن ا نكر تفاضلها فهو ا ما جاهل لم يتصوره ا و معاند. وهذا التفاضل يكون في كل شعبة منها وفي جميع شعبها ومن ا سبابه: ا - تعلم العلم المستمد من الكتاب والسنة. ب- التا مل في ا يات االله الكونية. ج- الاجتهاد في القيام بالا عمال الصالحة. وكما ا ن لا عمال القلوب ا سباب ا تقويها وتزيدها فلها ا سباب تضعفها وتنقصها كالجهل والغفلة والا عراض عن ذكر االله وارتكاب المعاصي. ٢٢) وا ذا كانت ا عمال القلوب متفاضلة في كل شعبة منها وفي جميع شعبها فا ن هذا التفاضل يرجع في ا صله ا لى ثلاث درجات هي درجات الا يمان: ا - ا صل لا بد منه وهو الحد الا دنى من ا عمال القلوب الذي هو شرط في صحة الا يمان والنجاة من النار في الا خرة. وهذا الا صل لا بد منه لا ن نقصانه يعني خروج الا نسان عن دين االله وهذا الا صل يقابل الا يمان ا مل ا و مطلق الا يمان. ب- القدر الواجب من ا عمال القلوب الذي ينجو به صاحبه من دخول النار ابتداء ويقابل الا يمان المفصل ا و الا يمان الكامل بالواجبات. ج- القدر المستحب وهو ما كان باعثا على فعل المستحبات وترك المكروهات وبه يرتفع صاحبه في الدرجات العليا من الجنة. ٢٣) تماثل الناس في ا عمال الجوارح لا يقتضي تماثلهم في ا يما م وا جورهم لا نه بحسب العلاقة بين ا عمال الجوارح وا عمال القلوب يكون الحكم على العمل والثواب فقد يتفق العملان في المظهر والا داء ويكون بينهما في الدرجة والا جر كما بين السماء والا رض ومن ثم فالا عمال الصا لح ة تتفاضل عند االله بتفاضل ما في القلوب من الا يمان والمحبة والا خلاص وهكذا التفاضل عند االله ا نما يكون بحقاي ق الا يمان التي في القلوب. ٢٤) ا قوال اللسان وا عمال الجوارح من الطاعات والمعاصي كما ا ا تتا ثر با عمال القلوب فهي تو ثر فيها صلاح ا وفساد ا و ذا تتضح حقيقة التلازم بين ا عمال القلوب وا عمال الجوارح مما يدل دلالة واضحة على ما قرره علماء ا هل السنة من التلازم بين ا جزاء الا يمان. لكن القلب هو الا صل والبدن فرع له والفرع يستمد من ا صله والا صل يثبت ويقوى بفرعه فالقلب مرسل ومستقبل يو ثر ويتا ثر. ٢٥) الترابط والتلازم بين الظاهر والباطن ا نما هو بالنسبة لحال المو من وحقيقته في الدار الا خرة. ا ما ا حكام الدنيا فلا ينظر فيها ا لا ا لى الظاهر فقط وتوكل السراي ر ا لى االله عز وجل وعليه

فا حوال الظاهر مع الباطن لا تخلو من خمسة ا حوال من حيث الاتفاق والافتراق كما يلي: ا - ا ن يتفق الظاهر مع الباطن في الصلاح والتقوى وهذا في حق المسلم الصادق. ب- ا ن يتفق الظاهر مع الباطن في الفساد والفجور وهذا في حق الكافر الصريح في كفره. ج- ا ن يكون الظاهر صالح ا والباطن فاسد ا وهذه حالة النفاق. د- ا ن يكون الظاهر فاسد ا والباطن صالح ا وهذه الحالة لا تكون ا لا في حالة الا كراه للمو من. ه- ا ن يكون الظاهر فاسد ا والباطن صالح ا من غير ا كراه وهذه الحالة لا حقيقة لها ولا يمكن ا ن تقع. ومن ثم فالتلازم بين الظاهر والباطن من جهة الحقيقة ليس تلازم ا مطلق ا ولذلك يجب عدم الخلط بين ا حكام الدنيا وا حكام الا خرة والفرق بين الحكم على الناس من جانب والحكم عند االله من جانب ا خر وهذا ا صل مهم عند ا هل السنة والجماعة حيث يفرقون بين الحكم على الشخص بالا سلام ا و الكفر في الدنيا وبين الحكم الا خروي. ومن ثم فالا يمان الظاهر الذي تجرى عليه ا حكام المسلمين في الدنيا لا يستلزم الا يمان في الباطن الذي يكون صاحبه من ا هل السعادة في الا خرة. ثم هذا الا صل ا نما هو فيمن لم يعلم منه ما يقتضي الكفر. ٢٦) لقد دل الكتاب والسنة وا جماع سلف الا مة على تفاضل ا هل الا يمان في ا عمال القلوب قوة وضعف ا زيادة ونقص ا وهم في ذلك على ثلاث درجات: ا - سابق بالخيرات. ب- ومقتصد. ج- وظالم لنفسه. فكل عمل قلبي له طرفان: واجب مستحق وهو مرتبة ا صحاب اليمين المقتصدين. وكمال مستحب وهو مرتبة المقربين السابقين ومن لم يكن من هو لاء ولا هو لاء فهو ظالم لنفسه وهو المقصر في بعض الواجبات المرتكب لبعض المحرمات مع بقاء ا صل الا يمان معه ويسمى بالفاسق المل ي ويقال له: مو من ناقص الا يمان ا و مو من با يمانه فاسق بكبيرته وهو في الا خرة تحت المشيي ة ا ن مات على ذلك. وكل درجة من هذه الدرجات الثلاث ا هلها متفاوتون فيها بحسب ما في قلو م من الا يمان والتقوى. ٢٧) لقد دلت الا حاديث الكثيرة على ا ن المسلم لا يو اخذ -بحمد االله- م القلب ووسوسته وخواطره الرديي ة ما لم تكن اعتقاد ا ا و شك ا ا و يتكلم ا ا و يعمل. وكراهة القلب لهذه الوساوس دليل على قوة الا يمان وقد ا رشد النبي ا لى علاج هذه الوساوس بالاستعاذة باالله من الشيطان الرجيم والانتهاء عن الاسترسال فيها واللجوء ا لى االله بالدعاء والمعافاة منها. ٢٨) الهم بالحسنات هو ا رادة الا نسان لها وهو قسمان:

الا ول: مجرد خواطر تخطر في قلب العبد با رادة الحسنة ثم تنفسخ من غير عزم ولا تصميم وهذا حديث النفس بالحسنة وقد قال بعض ا هل العلم با ن العبد يثاب على حديث النفس بالحسنات واالله ا علم. الثاني: الا صرار والعزم المصمم الذي يوجد معه حرص على فعل الحسنة فهذا لا يخلو من نوعين: ا - ا ن يهم بالحسنة ثم يتركها فظاهر الا دلة ا ا يثاب على هذا الهم سواء تركها لمانع ا م لا ا لا ا ن يتركها ا عراض ا عنها بالجملة ورغبة عن فعلها. ب- ا ن يهم بالحسنة هم ا جازم ا ويبذل جهده لفعلها ولكنه يعجز عنها فا نه يكتب له في هذه الحالة ا جر العمل كاملا. والراجح من قولي ا هل العلم ا ن من نوى الحسنة بعزم صادق ا نه يكتب له ا جر العمل مضاعف ا وعليه فمن هم بالحسنة ثم تركها فلا يخلو من ثلاث حالات: الحالة الا ولى: ا ن يتركها لمانع فهذه تكتب حسنة. الحالة الثاني: ا ن يتركها من قبل نفسه فهذه على الاحتمال. الحالة الثالثة: ا ن يتركها ا عراض ا عنها ورغبة عن فعلها. وا جر الهم بالحسنة لا يخلو من ثلاث درجات: الدرجة الا ولى: ا ن يكتب له ا جر النية فقط دون ا جر العمل. الدرجة الثانية: ا ن يكتب له ا جر العمل فقط دون المضاعفة. الدرجة الثالثة: ا ن يكتب له ا جر العمل مضاعف ا. ٢٩) الهم بالسيي ات لا يخلو من حالين: القلب. الا ول: ا ن يكون مجرد حديث نفس بالسيي ة فهذا معفو عنه بالنسبة للمو منين ما لم يستقر في الثاني: العزم المصمم على فعل السيي ة فهذا لا يخلو من ا ربعة ا نواع: النوع الا ول: ا ن يهم بالسيي ة ثم يتركها الله مع قدرته عليها فهذه تكتب له حسنة كاملة. النوع الثاني: ا ن يهم بالسيي ة ثم يترك العمل ا خوف ا من المخلوقين ومراءاة لهم فهذا يعاقب على هذا الهم لا نه لم يتركه الله ذه النية وا نما تركه لا جل المخلوقين. النوع الثالث: ا ن يهم بالسيي ة ثم يسعى في فعلها ما ا مكنه ولكن يحول بينه وبينها القدر بموت ا و غيره فيعجز عن فعلها. فالذي عليه المحققون من ا هل العلم ا نه يا ثم للا دلة الكثيرة الدالة على ذلك. النوع الرابع: ا ن يهم بالسيي ة ثم تنفسخ نيته وتفتر عزيمته فهذا لا يخلو من ثلاثة ا مور: ا - ا ن يكون مجرد خواطر ووساوس فهذا معفو عنه كما تقدم. ب- ا ن يكون هذا الهم عملا من ا عمال القلوب كالشك في وحدانية االله فهذا يعاقب عليه

العبد ويصير به كافر ا. ج- ا ن يكون هذا العمل من ا عمال جوارح كالزنا وشرب الخمر ونحو ذلك من الكباي ر فالراجح من قولي ا هل العلم ا نه يو اخذ ذا الهم ا ذا ا صر وعزم عليه وا ن لم يظهر له ا ثر في الخارج. ٣٠) لقد تعرضت ا عمال القلوب ا لى الا همال ا و الخفاء ا و الابتداع عند بعض المسلمين وذل ك بسبب البعد عن هدي الكتاب والسنة والخلاف في حقيقة الا يمان. ومن ا برز الانحراف في ا عمال القلوب: ا - ا همالها بالكلية. ب- ا نكار بعض ا حكامها كالتفاضل فيها بالزيادة والنقصان وعلاقة التا ثير المتبادلة بينها وبين ا عمال الجوارح. ج- الابتداع والانحراف فيها عن هدي الكتاب والسنة. ومن خلال البحث تبين ا نه يمكن تصنيف المخالفين لا هل السنة والجماعة في ا عمال القلوب ا لى ثلاث طواي ف: الطاي فة الا ولى: المتكلمون. وقد تبين من خلال البحث ا ن ا عمال القلوب لم تكن موضوع نزاع بين السلف وا صناف المتكلمين المتقدمين ا لا فرقة شاذة هي الجهمية ومن تبعهم وا نما ا صبحت ا عمال القلوب موضع نزاع كبير بعد ا ن تبنى الا شاعرة مذهب الجهمية في الا يمان وتبعهم في ذلك الماتريدية حيث استقر مذهبهم على ا ن الا يمان هو مجرد المعرفة ا و التصديق وا ما ا عمال القلوب فلا تدخل عندهم في حقيقة الا يمان. وقد ترتب على مذهبهم مفاسد كبيرة منها: ا همال ا عمال القلوب التي ا هل ا صل الدين والا يمان بزياد ا يزيد وبنقصا ا ينقص وبزوالها يزول ولهذا لا تجد في كتبهم ذكر ا لا عمال القلوب وا حكامها. وعندهم ا ن الا نسان يكون مو من ا كامل الا يمان بالمعرفة والعلم فقط ولو سب في الظاهر االله ورسوله وا هان المصحف. والكفر عندهم شيء واحد وهو الجهل والتكذيب فكل من حكم الشرع بكفره فا نه لي س في قلبه شيء من معرفة االله. وترتب على مذهبهم تحريف نصوص الكتاب والسنة التي جاء فيها بيان منزلة ا عمال القلوب وا حكامها وبالتالي انحسر مفهوم العبادة عندهم في توحيد الربوبية فقط. الطاي فة الثانية: مرجي ة الفقهاء. وقد عرفوا الا يمان با نه: تصديق بالجنان وا قرار باللسان. والمتتبع لا قوالهم وا قوال المحققين من ا هل العلم يجد ا ن هناك اضطراب ا في بيان مقصودهم بالتصديق فا خراجهم ا عمال الجوارح عن مسمى الا يمان مشعر با خراج ا عمال القلوب ا يض ا.