ﺳﻮرﯾﺎ : ﺗﺤﻮﻻت اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺪوﻟﻲ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺜﻮرة دراﺳﺔ ﻧﺸﺮت ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺒﯿﺎن اﻟﻌﺪد 373 ﺑﺘﺎرﯾﺦ 4 رﻣﻀﺎن 1439 ه اﻟﻤﻮاﻓﻖ 23 ﻣﺎﯾﻮ 2018 م ت ردا ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺠﻮم اﻟﻜﯿﻤﯿﺎﺋﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻢ ﺗﻜﻦ "ﺛﻼﺛﯿﺔ" وﻟﻢ ﺗﺄ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺷﮭﺮ أﺑﺮﯾﻞ اﻟﻤﺎﺿﻲ وﻗﻊ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ أﻣﺮ ﻛﺒﯿﺮ ﻟﻢ ﯾﻜﺸﻒ ﻋﻨﮫ ﺣﺘﻰ اﻵن... ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺗﺤﺸﺪ اﻟﺘﺄﯾﯿﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﺳﺎﺑﯿﻊ ﻟﺸﻦ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﯿﻞ إﻧﮭﺎ ﺛﻼﺛﯿﺔ ﺛﻢ ﺗﺒﯿﻦ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧﺖ رﺑﺎﻋﯿﺔ ﺑﺎﻣﺘﯿﺎز ﺣﯿﺚ ﺣﯿﺚ ﺣﻈﯿﺖ ﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﺑﺎﻟﻨﺼﯿﺐ اﻷوﻓﺮ ﻣﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ واﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ. ت ﻛﺮد وﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺘﺤﻀﯿﺮات اﻟﻤﺴﺒﻘﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﺠﺰم ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻟﻢ ﺗﺄ ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻟﺴﻼح اﻟﻜﯿﻤﺎﺋﻲ ﺿﺪ اﻟﻤﺪﻧﯿﯿﻦ ﺑﺪوﻣﺎ إذ ﺗﺒﺪأ ﻗﺼﺔ اﻟﻀﺮﺑﺔ ﻣﻦ زﯾﺎرة ﻗﺎم ﺑﮭﺎ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﺑﻨﯿﺎﻣﯿﻦ ﻧﺘﻨﯿﺎھﻮ إﻟﻰ واﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ 5 ﻣﺎرس اﻟﻤﺎﺿﻲ ﺣﯿﺚ ﻋﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮي ﺿﺪ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﻧﺎﻗﺶ ﻣﻌﮫ ﺳﺒﻞ ﻗﻄﻊ طﺮﯾﻖ طﮭﺮان ﺑﻐﺪاد دﻣﺸﻖ ﺑﯿﺮوت وﻣﻨﻊ اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﺗﻮطﯿﺪ ﻧﻔﻮذھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ ﺑﺴﻮرﯾﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺘﺮاﻣﺐ إﻟﻰ ﺗﻜﻠﯿﻒ اﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮن ﺑﺈﻋﺪاد ﺧﻄﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺨﯿﺎرات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻟﺘﻨﺴﯿﻖ ﺿﺮﺑﺎت ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺳﻼح اﻟﺠﻮ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" وﺗﺄﺳﯿﺲ ﻗﻮة ﻣﮭﺎم ﺗﻘﻮم ﻓﯿﮭﺎ ﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﯿﻂ وﻗﯿﺎدة ﻗﻮات ﺑﺮﯾﺔ وﺑﺤﺮﯾﺔ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﻮاﻋﺪ اﺷﺘﺒﺎك ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وﺟﻠﺐ 2500 ﺟﻨﺪي أﻣﯿﺮﻛﻲ ﻣﻦ أوروﺑﺎ إﻟﻰ "إﺳﺮاﺋﯿﻞ" ﻋﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻘﻮات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﯿﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﯿﺎ. واﺳﺘﻤﺮت اﻟﺘﺤﻀﯿﺮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ" ﻟﺘﻮﺟﯿﮫ ﺿﺮﺑﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم وﺣﻠﻔﺎﺋﮫ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ طﻮال ﺷﮭﺮ ﻣﺎرس وﻣﻄﻠﻊ أﺑﺮﯾﻞ ﺣﯿﺚ ﺗﻢ ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﺎﻋﺪة"اﻟﺘﻨﻒ" ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﻘﺎﺗﻞ أﻣﺮﯾﻜﻲ وﺻﺪرت أواﻣﺮ ﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻘﻮات اﻟﺠﻮﯾﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق واﻟﺨﻠﯿﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ طﻠﻌﺎﺗﮭﻢ اﻻﺳﺘﻄﻼﻋﯿﺔ وﺿﺮب اﻷھﺪاف دون اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ ﺣﺎل رﺻﺪ ﻣﺤﺎوﻻت اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ ﻹﯾﺮان ﻋﺒﻮر ﻧﮭﺮ اﻟﻔﺮات ﻣﻦ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ أو ﻋﺒﻮر اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق. وﺗﺆﻛﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ أن اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ ﻟﻨﻈﺎم دﻣﺸﻖ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﮭﺠﻮم اﻟﻜﯿﻤﺎﺋﻲ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ اﻧﺘﮭﺎء اﻟﻤﻌﺎرك ﺑﺪوﻣﺎ ورﺣﯿﻞ آﺧﺮ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﮭﺠﺮﯾﻦ ﻗﺴﺮا ﻟﺘﺪﺷﻦ اﻟﻘﻮات اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻓﺼﻼ ﺟﺪﯾﺪا ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﯾﺎ. ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﻋﻤﺪ اﻟﻨﻈﺎم إﻟﻰ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺧﻄﺔ إﻋﺎدة اﻧﺘﺸﺎر ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﺑﺘﻮزﯾﻊ اﻟﻘﻮات واﻵﻟﯿﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﺑﺊ ﻓﻲ ﻣﻨﺎطﻖ ﺳﻜﻨﯿﺔ ﺑﮭﺪف ﺗﻘﻠﯿﻞ ﺧﺴﺎﺋﺮ اﻟﻘﺼﻒ اﻟﻤﺮﺗﻘﺐ. وﻓﻲ 12 أﺑﺮﯾﻞ ﺧﺮج ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﺮه اﻟﻤﺘﺎﺧﻢ ﻟﻘﺎﺳﯿﻮن إﻟﻰ وﺟﮭﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ واﻧﻀﻢ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺘﮫ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدرت ﻗﺒﻠﮫ ﺑﯿﻮﻣﯿﻦ ) 10 أﺑﺮﯾﻞ( وﺑﻘﻲ ﻣﺘﻮارﯾﺎ ﻋﻦ أﻋﯿﻦ رؤﺳﺎء أﺟﮭﺰﺗﮫ اﻷﻣﻨﯿﺔ وﺣﺮﺳﮫ اﻟﺨﺎص وﻟﻢ ﯾﻌﺮف أﺣﺪ ﻣﻜﺎﻧﮫ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أﺷﺨﺎص ﻣﻌﺪودﯾﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﻜﻦ
ﺟﮭﺎت ﻏﺮﺑﯿﺔ ﻣﺨﺘﺼﺔ ﺗﺆﻛﺪ أﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻐﺎدر دﻣﺸﻖ وأﻧﮫ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﻊ ﺟﻨﺮاﻻت اﻟﻨﻈﺎم وإﯾﺮان وروﺳﯿﺎ اﻟﺬﯾﻦ ﺗﻮاروا ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺑﺊ ﺗﺤﺖ اﻷرض. ﻛﺎن ﻣﺎھﺮ اﻷﺳﺪ ﯾﺸﻌﺮ أﻧﮫ اﻟﻤﺴﺘﮭﺪف اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻧﻈﺮا ﻻﻋﺘﺒﺎره اﻟﻤﺘﮭﻢ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻜﯿﻤﯿﺎﺋﯿﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ وﻻرﺗﻜﺎزه ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺻﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﻗﯿﺎدات اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري اﻹﯾﺮاﻧﻲ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ إﻓﺮاغ ﻣﻘﺮات اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وأﻟﻮﯾﺔ اﻟﺤﺮس اﻟﺠﻤﮭﻮري اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻤﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ ﻣﺤﯿﻂ دﻣﺸﻖ وﺗﻢ ﺗﻮزﯾﻊ ﻣﺪرﻋﺎﺗﮭﺎ وآﻟﯿﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﺑﺊ أﻋﺪت ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﺑﻤﻨﺎطﻖ رﯾﻔﯿﺔ ﻣﺠﺎورة ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ. وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻟﺤﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻘﻮات "اﻟﻨﻤﺮ" اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺘﺠﯿﮭﺰات أﻓﻀﻞ ﺣﯿﺚ ﺗﻢ إﺧﻔﺎء دﺑﺎﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟﺮوﺳﯿﺔ اﻟﺜﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ طﺮاز ) (T-90 ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت ﯾﺘﺴﻊ اﻟﻮاﺣﺪ ﻣﻨﮭﺎ إﻟﻰ ﺧﻤﺲ دﺑﺎﺑﺎت ﻟﺘﺠﻨﺐ اﺳﺘﮭﺪاﻓﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻘﺎﺗﻼت واﻟﺼﻮارﯾﺦ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﻢ إﻓﺮاغ ﻣﺒﺎﻧﻲ اﻷرﻛﺎن ووزارة اﻟﺪﻓﺎع واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ واﻟﺘﻘﻨﯿﺎت وأ ﺧﻠﯿﺖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺠﻮﯾﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎﺻﺮﯾﺔ واﻟﻤﺰة وﻣﺮج اﻟﺴﻠﻄﺎن واﻟﻀﻤﯿﺮ واﻟﺼﯿﻘﻞ واﻟﺸﻌﯿﺮات وﻣﻨﻎ وأﻓﺮﻏﺖ ﺟﻤﯿﻌﮭﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ وأ رﺳﻠﺖ ﻣﺮوﺣﯿﺎﺗﮭﺎ وﻣﻘﺎﺗﻼﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻄﯿﺎس إﻟﻰ رﻛﺎم ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻔﮭﺎ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻼح اﻟﺠﻮ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﻓﻲ 9 أﺑﺮﯾﻞ. ورﺻﺪت اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ اﻧﺴﺤﺎب ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ "ﻓﺮﻗﺔ اﻟﺮﺿﻮان" اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ل"ﺣﺰب ﷲ" ﻣﻦ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻘﻨﯿﻄﺮة وﺣﻮران ﻣﺘﺨﺬﯾﻦ ﻣﻮاﻗﻊ دﻓﺎﻋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﯾﺒﺮود ﺑﺠﺒﺎل اﻟﻘﻠﻤﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إﺧﻼء اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﯾﺮان اﻟﻤﺮﺑﻊ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وﻧﺸﺮھﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺴﻜﻨﯿﺔ اﻟﻤﺠﺎورة. ﺧﻄﺔ "اﻟﺼﻘﻮر" ﻟﺘﻘﻄﯿﻊ أوﺻﺎل اﻷﻓﻌﻰ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ت ﻛﺮد ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺠﻮم ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺘﺤﻀﯿﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻀﺮﺑﺔ أن اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻢ ﺗﺄ اﻟﻜﯿﻤﺎﺋﻲ ﺑﻞ ﺟﺎءت ﻛﺤﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻮاﺟﮭﺎت ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮى اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ واﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﺑﮭﺪف رﺳﻢ ﺧﻄﻮط اﻟﺘﻤﺎس وﺗﺤﺪﯾﺪ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﻨﻔﻮذ ﺑﺎﻟﺤﺪﯾﺪ واﻟﻨﺎر. ﻓﻔﻲ 7 ﻓﺒﺮاﯾﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ أطﻠﻖ ﺳﻼح اﻟﺠﻮ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻗﺔ روﺳﯿﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﺷﺮﻛﺔ "ﻓﺎﻏﻨﺮ" اﻷﻣﻨﯿﺔ وأﺳﻘﻂ ﻧﺤﻮ 300 ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮھﺎ ﻣﺎ ﺑﯿﻦ ﻗﺘﯿﻞ وﺟﺮﯾﺢ. واﻟﺘﺰﻣﺖ روﺳﯿﺎ اﻟﺼﻤﺖ اﻟﻤﻄﺒﻖ إزاء ﺧﺴﺎﺋﺮھﺎ ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ واﻟﺘﻲ ﺷﻤﻠﺖ اﺳﺘﮭﺪاف ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ "ﺳﻮﺧﻮي" ﺑﻤﻀﺎدات أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ اﻟﺼﻨﻊ ) 3 ﻓﺒﺮاﯾﺮ( وإﻋﻄﺎب اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻼﺗﮭﺎ اﻟﺮاﺑﻀﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﯿﻤﯿﻢ ﺑﻄﺎﺋﺮات آﻟﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ ﻧﻮﻋﯿﺔ ﻟﻢ ﯾﺘﻮﻗﻌﮭﺎ ﺿﺒﺎط اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ) 6 ﯾﻨﺎﯾﺮ(. وﻓﻲ 10 ﻓﺒﺮاﯾﺮ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﻘﺎﺗﻼت "إﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ" ﺑﻘﺼﻒ ﻣﻮاﻗﻊ ﻟﻠﻨﻈﺎم وإﯾﺮان ﻓﻲ ﺣﻤﺺ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻘﯿﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻹﺻﺪار أواﻣﺮ ﺑﺎﺳﺘﮭﺪاف إﺣﺪى اﻟﻤﻘﺎﺗﻼت اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﮭﺠﻮم ﻣﻦ طﺮاز ).(F16 وﻋﻠﻰ إﺛﺮ ھﺬه اﻟﻤﻮاﺟﮭﺎت ﻏﯿﺮ اﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺎدر اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ إﻟﻰ إﻗﺎﻟﺔ وزﯾﺮ ﺧﺎرﺟﯿﺘﮫ رﯾﻜﺲ ﺗﯿﻠﺮﺳﻮن وﺗﻌﯿﯿﻦ ﺛﻼث ﻣﻦ ﻗﯿﺎدات ﻣﻦ "اﻟﺼﻘﻮر" ھﻢ : وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻣﺎﯾﻚ ﺑﻮﻣﺒﯿﻮ اﻟﻤﻌﺎرض ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻹﯾﺮاﻧﻲ واﻟﺨﺼﻢ اﻟﺸﺮس ﻹﯾﺮان وﻣﺪﯾﺮة وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﺟﯿﻨﺎ ھﺎﺳﺒﻞ اﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺪواﺋﺮ
اﻟﺼﮭﯿﻮﻧﯿﺔ وﻣﺴﺘﺸﺎر اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﺟﻮن ﺑﻮﻟﺘﻮن اﻟﻤﻌﺮوف ﺑﺘﺸﺪده إزاء إﯾﺮان ودﻋﻮاﺗﮫ ﻹﻋﺎدة ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﺴﺮﯾﺐ ﺧﻄﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻹﺿﻌﺎف إﯾﺮان اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻮرﯾﺎ وﯾﺒﺪو أن اﻟﮭﺠﻮم اﻟﻜﯿﻤﯿﺎﺋﻲ ﻗﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺴﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺒﺪء ﻓﯿﮭﺎ ﺣﯿﺚ ﻧﺠﺢ اﻹدارة اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﻓﻲ ﺗﻮظﯿﻒ اﻷزﻣﺔ ﻟﻜﺴﺐ ﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ إﻟﻰ ﺻﻔﮭﺎ وﺣﺸﺪ اﻟﺪﻋﻢ اﻷوروﺑﻲ ﻟﻠﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﺧﺎرج اﻟﻤﻈﻠﺔ اﻷﻣﻤﯿﺔ. وﺗﺸﯿﺮ اﻟﻤﺼﺎدر إﻟﻰ أن اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﺪھﺎ ﻓﺮﯾﻖ "اﻟﺼﻘﻮر" ﻹﺿﻌﺎف إﯾﺮان اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺳﻮرﯾﺎ ﺗﺘﻀﻤﻦ : ﺗﻘﻄﯿﻊ أوﺻﺎل اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﯾﺮاﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل طﺮد اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﯾﺮان ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﯿﺔ إﻧﺸﺎء ﺣﺎﺋﻄﻲ ﺻﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود ﻣﻊ اﻟﺴﻮرﯾﺔاﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﮭﺮ اﻟﻔﺮات إﻋﺎدة ﻧﺸﺮ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ وﺗﻌﺰﯾﺰ ﻗﺪراﺗﮭﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺸﺮ ﻣﻮاﻗﻊ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﻮات ﺳﻮرﯾﺎ اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﻋﯿﻦ دادا ﻏﺮﺑﺎ إﻟﻰ رﻣﯿﻼن ﺷﺮﻗﺎ اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺣﯿﺚ ﯾﺴﺘﻤﺮ اﻟﻄﯿﺮان "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ﻓﻲ ﻗﺼﻒ ﻣﻄﺎرات اﻟﻀﻤﯿﺮ واﻟﺘﻲ ﻓﻮر ﺑﻌﺪ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺪﻓﺎﻋﺎت اﻟﺠﻮﯾﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺒﻼد. أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﮭﺎ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﺘﺘﻀﻤﻦ اﻟﺨﻄﺔ : اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ ﺑﻘﻮات ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯿﻦ ﺷﻤﺎل اﻟﺒﻼد و"ﺑﻨﺎء ﻗﻮة ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﺋﺮ ﺷﺮق اﻟﻔﺮات" ﺗﻤﻸ اﻟﻔﺮاغ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺤﺪودﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﯾﺎ واﻷردن وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ واﻷردن وﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻨﯿﺔ وﺗﻮﻓﯿﺮ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺠﻮي ﻟﮭﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻮات "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ" وﺑﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺤﻠﯿﻔﺔ. اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺒﻌﺾ دول ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون ﻟﻺﺳﮭﺎم ﻓﻲ ﻣﺸﺎرﯾﻊ إﻋﺎدة إﻋﻤﺎر ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﯾﺎ ﺣﯿﺚ ﺗﻌﮭﺪت ھﺬه اﻟﺪول ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ أرﺑﻊ ﻣﻠﯿﺎرات دوﻻر ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺛﺎر ﺣﻔﯿﻈﺔ أﻧﻘﺮة. وﺗﺆﻛﺪ ﻣﺼﺎدر ﻋﺴﻜﺮﯾﺔ ﻣﻄﻠﻌﺔ أن ﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﺑﺪأت ﺗﻐﯿﺮ ﻣﻦ إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺘﮭﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ 2018 ﺣﯿﺚ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ "اﻟﺤﯿﺎد اﻟﺴﻠﺒﻲ" اﻟﺬي اﺗﺒﻌﺘﮫ ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻹﯾﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻻن واﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻷﻛﺮاد اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل واﻟﺪروز ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ودﻋﻤﮭﻢ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻛﯿﺎن ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻛﺮدي أو ﺣﻜﻢ ذاﺗﻲ ﻻ ﯾﺮﺗﺒﻂ أھﻠﮫ ﺑﺼﺮاﻋﺎت دﯾﻨﯿﺔ أو ﻗﻮﻣﯿﺔ ﻣﻊ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﯿﮭﻮدﯾﺔ. وﺗﺄﻣﻞ ﺗﻞ أﺑﯿﺐ وﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﺼﺎﻟﺤﮭﻢ ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ إﯾﺮان ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻨﻔﻮذھﺎ واﻟﺒﺪء ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﻋﺎدة إﻋﻤﺎر ﯾﺒﻘﻰ ﺑﻤﻮﺟﺒﮭﺎ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻟﻺﺷﺮاف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﯿﺔ إﺻﻼح دﺳﺘﻮري ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﺼﻮﯾﺖ ﻋﻠﻰ دﺳﺘﻮر ﻣﻌﺪل ﻋﺎم
2018 وإﺟﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﻠﺪﯾﺔ ) (2019 وﻧﯿﺎﺑﯿﺔ ) (2020 ورﺋﺎﺳﯿﺔ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم 2021 ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻜﻤﻞ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻓﺘﺮﺗﮫ اﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ ﺷﺮﯾﻄﺔ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ. ﻣﺎ ھﻲ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺮوﺳﻲ ﺑﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻛﺪ أن اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺒﻘﺖ ھﯿﺌﺔ اﻷرﻛﺎن اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﺑﺘﺤﺬﯾﺮ أطﻠﻘﺘﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت ﺑﻨﺤﻮ ﺷﮭﺮ ) 17 ﻣﺎرس( أﻛﺪت ﻓﯿﮫ أن اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺗﺤﻀﺮ ﻻﺳﺘﮭﺪف ﻣﻮاﻗﻊ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻷﺳﺪ وﻗﺎل رﺋﯿﺲ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت ﻓﻲ ھﯿﺌﺔ اﻷرﻛﺎن اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﺳﯿﺮﻏﻲ رودﺳﻜﻮي إن " : واﺷﻨﻄﻦ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﺘﻮﺟﯿﮫ ﺿﺮﺑﺎت ﺿﺪ أھﺪاف ﺣﻜﻮﻣﯿﺔ ﺳﻮرﯾﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻟﺼﻮارﯾﺦ اﻟﻤﺠﻨﺤﺔ". وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻤﺜﯿﺮ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه إﺧﻼء اﻟﻘﻮات اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻣﻮاﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺠﻮﯾﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم وﺳﺤﺒﮭﺎ ﻧﺼﺎﺗﮭﺎ اﻟﺼﺎروﺧﯿﺔ اﻟﺮوﺳﯿﺔ ) (S-300 و) (S-400 إﻟﻰ ﻗﻮاﻋﺪھﺎ ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻼد وﻣﻐﺎدرة ﻗﻄﻌﺎﺗﮭﺎ اﻟﺒﺤﺮﯾﺔ اﻹﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻣﯿﻨﺎء طﺮطﻮس ﻣﺘﺠﮭﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﯿﺎه اﻹﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ وإطﻔﺎء اﻟﺮادارات ﻟﯿﻠﺔ 14 أﺑﺮﯾﻞ ﻟﻤﻨﺢ اﻟﻤﻘﺎﺗﻼت اﻟﺒﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ و"اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ" ﺣﺮﯾﺔ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﻋﻤﻠﯿﺎﺗﮭﺎ اﻟﺠﻮﯾﺔ. ﺑﻞ إﻧﮭﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪور إﯾﺠﺎﺑﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻮات اﻟﻤﮭﺎﺟﻤﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﯾﺪ اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﺠﻮﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﻘﺎﺗﻼت اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ أن ﺗﺴﻠﻜﮭﺎ ﻟﻀﺮب ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﻨﻈﺎم وإﯾﺮان وذﻟﻚ ﻓﻖ اﺗﻔﺎق ﺳﺎﺑﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة وروﺳﯿﺎ ﺣﻮل ﺗﻨﺴﯿﻖ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺠﻮﯾﺔ. وﯾﺘﺮدد اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﺻﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻟﺮوﺳﻲ إزاء إﯾﺮان ﯾﺰداد اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﻐﻮطﺔ ﺣﯿﺚ ﺗﺸﻌﺮ طﮭﺮان ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﻋﻘﺐ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﻐﻮطﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﺳﺘﺒﻌﺎد ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎت اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ واﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﻣﺤﯿﻂ اﻟﻐﻮطﺔ وأطﺮاف دﻣﺸﻖ دون اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﺣﯿﺚ أﻣﺮ اﻟﻀﺒﺎط اﻟﺮوﺳﻲ ﻗﺎدة اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﻔﺼﻠﮭﻢ ﻋﻦ أي ﻧﻘﻄﺔ اﺷﺘﺒﺎك. وﺗﻌﻜﺲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻣﺨﺎوف طﮭﺮان ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﯾﺎ اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﻣﺎ ﯾ ﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻣﺤﺎوﻻت روﺳﯿﺔ ﻟﺘﺠﺎوز إﯾﺮان اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﺛﻤﻨﺎ ﺑﺎھﻈﺎ ﻹﺑﻘﺎء ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﺻﻄﺪام اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ واﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺎ ﻓﻘﺪ ﺣﺼﻠﺖ إﯾﺮان ﻋﻠﻰ ﺣﻖ إدارة ﻣﻨﺎﺟﻢ اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت ﻓﻲ ﻋﻘﺪ أﺑﺮﻣﮫ رﺋﯿﺲ وزراء اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻤﺎد ﺧﻤﯿﺲ ﻓﻲ طﮭﺮان ﻟﻜﻨﮫ أ رﻏﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﯿﺎت ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎت روﺳﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﻧﻔﺴﮭﺎ. وﻓﻲ ﺣﺎدﺛﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ ﺑﺎدرت ﻣﻮﺳﻜﻮ إﻟﻰ اﻟﺰج ﺑﺸﺮﻛﺔ "ﺳﺘﺮوي ﺗﺮاﻧﺲ ﻏﺎز" اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻠﻚ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﻤﯿﻠﯿﺎردﯾﺮ اﻟﺮوﺳﻲ ﻏﯿﻨﺎدي ﺗﯿﻤﻮﺷﯿﻨﻜﻮ اﻟﺤﺼﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﮭﯿﺔ ﻣﺸﺮوع إﯾﺮان ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﺧﺪﻣﺎت اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ واﻹﻧﺘﺎج واﻟﻨﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻤﺮاﻓﺊ ﻟﻠﺘﺼﺪﯾﺮ. وﺗﺤﺪﺛﺖ اﻟﻤﺼﺎدر ﻋﻦ ﻟﺠﻮء اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺮوﺳﯿﺔ إﻟﻰ "ﻗﻮات اﻟﻨﻤﺮ" ﻟﺘﮭﺪﯾﺪ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ وإﺑﻌﺎدھﺎ ﻋﻦ ﺣﻘﻮل
اﻟﻔﻮﺳﻔﺎت ﺗﺒﻌﮭﺎ ﻗﺼﻒ ﻟﺤﻤﻮﻟﺔ إﯾﺮاﻧﯿﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺟﻢ وﺷﻦ ھﺠﻮم ﻣﻔﺎﺟﺊ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺗﻤﻜﯿﻦ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺮوﺳﯿﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﯿﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﺟﻢ ﺑﺎﻟﻘﻮة وطﺮد اﻟﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎت اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻣﻨﮭﺎ. وﯾﺒﺪو أن ﺑﻮﺗﯿﻦ ﯾﺘﺒﻊ ﻧﮭﺠﺎ ﺟﺪﯾﺪا ﯾﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﮫ ﺑﻌﺪ أن ﻓﻘﺪ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ واﻟﻐﺮﺑﯿﺔ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﯿﺔ" ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي دﻓﻌﮫ ﻹﺑﺮام ﺻﻔﻘﺎت ﻣﻊ اﻷﺗﺮاك ﺷﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺠﻮي ﻟﻘﺼﻒ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﯾﺮاﻧﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﺤﻔﻆ ﻧﻔﻮذ روﺳﯿﺎ وﯾﻌﺰز ﻗﺒﻀﺘﮭﺎ ﻋﻠﻰ دﻣﺸﻖ. ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻓﻲ أﺗﻮن ھﺬه اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻣﺘﻌﺪدة اﻷﻗﻄﺎب ﯾﺘﺤﺪث اﻟﻤﺤﻠﻠﻮن اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﻮن ﻋﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻔﻲ أﻋﻘﺎب ﺳﻘﻮط اﻟﻐﻮطﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ ﺗﻤﻌﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻓﻲ إﺿﻌﺎف ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟﺜﻮرة ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻧﺸﺎء ﻛﯿﺎﻧﺎت إﺛﻨﯿﺔ وطﺎﺋﻔﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎض اﻟﻜﯿﺎن اﻟﺠﻤﮭﻮري ﺣﯿﺚ ﺗﺴﺘﻤﺮ إﯾﺮان ﻓﻲ ﺳﯿﺎﺳﺎت اﻟﺘﮭﺠﯿﺮ اﻟﻘﺴﺮي وﺗﻮطﯿﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﯿﻠﺸﯿﺎت اﻟﺸﯿﻌﯿﺔ وﻋﻮاﺋﻠﮭﻢ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ وﺣﻤﺺ وﺣﻠﺐ ﻓﻲ ﺣﯿﻦ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻮﻻﯾﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء دوﻟﺔ ﻟﻸﻛﺮاد ﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﺳﻮرﯾﺎ وﺗﻌﺰز اﻟﻘﻮات اﻟﺘﺮﻛﯿﺔ وﺟﻮدھﺎ ﻏﺮﺑﻲ اﻟﻔﺮات ﺑﮭﺪف رﺑﻂ ﻣﻨﺎطﻖ "درع اﻟﻔﺮات" ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ "ﻏﺼﻦ اﻟﺰﯾﺘﻮن" وﺗﻮﺳﯿﻊ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻔﻮذ ﺗﺮﻛﯿﺎ ﻟﺘﻜﻮن اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻨﻔﻮذ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺛﻠﺚ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺳﻮرﯾﺎ ) 185 أﻟﻒ ﻛﯿﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ( وﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم وروﺳﯿﺎ وإﯾﺮان اﻟﺘﻲ ﺗﺴﯿﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﻼد. وﻓﻲ ھﺬه اﻷﺛﻨﺎء ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ اﻷﺻﻮات ﻓﻲ ﺗﻞ أﺑﯿﺐ ﻻﻧﺘﮭﺎز ﻓﺮﺻﺔ اﺣﺘﺪام اﻟﺼﺮاع ﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ﺳﻮرﯾﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻋﺘﺮاف دوﻟﻲ ﺑﺴﯿﺎدﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﻻن اﻟﻤﺤﺘﻞ ﺣﯿﺚ ﯾﺪور اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ اﻛﺘﻤﺎل اﻟﺘﺤﻀﯿﺮات "ﻻﻧﺘﮭﺎز ھﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻹﻋﻼن اﻟﺴﯿﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻮﻻن" واﺗﺒﺎع ﻧﮭﺞ طﮭﺮان وأﻧﻘﺮة اﻟﻠﺘﺎن أﺻﺒﺤﺘﺎ ﺗﻤﺘﻠﻜﺎن أذرﻋﺎ طﻮﯾﻠﺔ داﺧﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﯾﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ. وﯾﻤﻜﻦ ﺗﺤﺪﯾﺪ أﺑﺮز ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻠﻲ : ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﻔﺼﺎﺋﻠﻲ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻻﻧﻜﺴﺎرات اﻷﺧﯿﺮة وﺗﻮﻗﻒ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ. ﺿﻌﻒ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ إﺛﺮ ﺗﺪﺟﯿﻦ أﺟﺴﺎد اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺸﺨﺼﯿﺎت وﺟﻤﺎﻋﺎت ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﺤﺮاك اﻟﺜﻮري. اﻧﮭﯿﺎر ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﻄﺮف واﻹرھﺎب ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻤﻲ داﻋﺶ واﻟﻘﺎﻋﺪة. ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻣﻈﺎھﺮ ﺿﻌﻒ اﻟﻨﻈﺎم رﻏﻢ ﺗﻘﺪم ﻗﻮاﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷرض. ﺗﻌﺜﺮ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ إﺛﺮ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻮﺳﺎطﺔ اﻷﻣﻤﯿﺔ ﺑﺠﻨﯿﻒ واﻧﮭﯿﺎر ﺗﻔﺎھﻤﺎت أﺳﺘﺎﻧﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﺼﻌﯿﺪ اﻟﻤﻤﻨﮭﺞ اﻟﺬي ﯾﻘﻮم ﺑﮫ "ﺿﺎﻣﻨﻮ" وﻗﻒ اﻟﻘﺘﺎل. اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﺮاع ﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺮاع اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮى اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﺗﻮﺗﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯿﻦ روﺳﯿﺎ واﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﯾﻨﺬر ﺑﺎﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب. ﺑﺪاﯾﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎء ﻣﻨﺎطﻖ ﻧﻔﻮذ ﻟﻸﺗﺮاك واﻷﻣﺮﯾﻜﺎن واﻹﯾﺮاﻧﯿﯿﻦ واﻟﺮوس.
ﺗﻮﺟﮫ اﻟﺪول "اﻟﺼﺪﯾﻘﺔ" ﻟﺪﻋﻢ ﻣﺸﺮوع "إﺻﻼح دﺳﺘﻮري" ﺗﺤﺖ رﻋﺎﯾﺔ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر وإﻋﺎدة ﺗﺄھﯿﻠﮫ ﺿﻌﻒ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻨﻔﻮذ اﻹﯾﺮاﻧﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ "اﻹﺳﺮاﺋﯿﻠﻲ" ورﺑﻤﺎ اﻟﻜﺮدي ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. وﺗﺪﻓﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻣﺸﮭﺪ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰاﻣﻨﺖ ذﻛﺮى ﺳﻨﻮﯾﺘﮭﺎ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻊ ﺳﻘﻮط اﻟﻐﻮطﺔ اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮة إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺸﺮوع ﺗﺤﻮل ﺷﺎﻣﻞ ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﻤﺨﺎطﺮ وﯾﺴﺘﺠﯿﺐ ﻟﻌﻤﻖ اﻟﺘﺤﻮﻻت وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻرﺗﻜﺎز ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أﻋﻤﺪة رﺋﯿﺴﺔ ھﻲ : 1 إﻧﺸﺎء ﺗﯿﺎر وطﻨﻲ وﺣﺪوي ﯾﻤﺜﻞ اﻷﻏﻠﺒﯿﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﯾﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺮﻓﻀﻮن ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻗﺘﺴﺎم ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﻨﻔﻮذ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﺒﻼدھﻢ وﯾﻮاﺟﮫ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻔﺎرﺳﯿﺔ واﻟﺮوﺳﯿﺔ وﻣﺤﺎوﻻت إﻋﺎدة ﺗﺄھﯿﻞ ﻧﻈﺎم ﺑﺸﺎر اﻟﻤﺘﮭﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﯾﻤﻨﻊ ﺗﻤﺮﯾﺮ ﻣﺸﺎرﯾﻊ اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻐﺮﺑﯿﺔ واﻟﻨﺰﻋﺎت اﻻﻧﻔﺼﺎﻟﯿﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺴﻜﺎﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﻣﺸﺮوع اﻹﺻﻼح اﻟﻮطﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ. 2 إﻋﺎدة اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ اﻟﺒﻨﯿﻮي وﻓﻖ ﻣﺎ ﯾﻤﺜﻞ ﻗﻮى اﻟﺜﻮرة وﻟﯿﺲ وﻓﻖ ﻣﺼﺎﻟﺢ وإﻣﻼءات اﻟﻘﻮى اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﯿﺔ "اﻟﺴﺮﯾﺔ" اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻓﯿﮭﺎ اﻟﺪول اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﺴﯿﻄﺮة واﻟﻨﻔﻮذ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻮى اﻟﺜﻮرة أن ﻻ ﺗﺮﻛﻦ إﻟﻰ اﻟﻮﺳﺎطﺔ اﻷﻣﻤﯿﺔ وﻣﻔﺎوﺿﺎﺗﮭﺎ اﻟﻤﺘﻌﺜﺮة ﻛﺴﺒﯿﻞ أوﺣﺪ ﻟﺘﻘﺮﯾﺮ ﻣﺼﯿﺮ ﺳﻮرﯾﺎ ﺑﻞ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ھﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺤﻮل وطﻨﻲ ﺷﺎﻣﻞ ﯾﻌﺎﻟﺞ ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻻﺧﺘﺮاق اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﻠﺠﺴﺪ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺬي أ ﻗﺤﻤﺖ ﻓﯿﮫ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﯿﻠﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﯾﺠﺎد آﻟﯿﺎت ﺗﻤﺜﯿﻠﯿﺔ أﻛﺜﺮ ﻧﻀﺠﺎ وأﻗﺪر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌﺒﻲ وﺗﺤﺸﯿﺪ ﺳﻮرﯾﻲ اﻟﺨﺎرج واﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﻤﺤﺮرة. 3 ﺗﻌﺰﯾﺰ ﺛﻮاﺑﺖ اﻟﺜﻮرة وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻀﻮي ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻘﻮى اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺘﮭﺎ ﺷﺮﯾﻄﺔ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺑﻮﺗﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺎت إﻟﻰ ﺗﻔﺼﯿﻞ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ وﻋﺪم اﻟﺤﯿﺎد ﻋﻨﮭﺎ وإﻧﺸﺎء ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت وﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ واﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺒﺎدئ وﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺜﻮرة وﻓﻖ ﺗﻮاﻓﻘﺎت ﺳﻮرﯾﺔ ﻣﺤﻀﺔ. 4 إﻋﺎدة ﺗﺸﻜﯿﻞ اﻟﺠﺴﺪ اﻟﻔﺼﺎﺋﻠﻲ وﻓﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺒﻨﻲ إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﺑﺪﯾﻠﺔ ﺗﺘﺤﺮر ﻣﻦ "ﻋﺐء اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ" وﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ واﻟﺴﯿﻮﻟﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻹﺳﻘﺎط ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ وﻧﻈﺎﻣﮫ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺰﯾﺰ ﻣﻔﺎھﯿﻢ " : اﻷﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺎﻗﻲ" و"اﺧﺘﺮاق اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻵﻣﻨﺔ ﻟﻠﻌﺪو" ووﺿﻊ ﺧﻄﺔ ﻣﯿﺪاﻧﯿﺔ ﺗﺤﻮل زﺧﻢ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻵﻣﻨﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم وﺗﺴﺤﺐ زﻣﺎم اﻟﻤﺒﺎدرة ﻣﻨﮫ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎء ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﻣﻮﺣﺪة وﺗﺄﺳﯿﺲ ﺑﻨﻚ ﻟﻸھﺪاف اﻟﺘﻲ ﯾﺘﻮﺟﺐ ﺿﺮﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻵﻣﻨﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم وإﺿﻌﺎف ﻣﻌﻨﻮﯾﺎت ﻣﻘﺎﺗﻠﯿﮫ واﻟﻤﯿﻠﺸﺎت اﻟﻤﻮاﻟﯿﺔ ﻟﮫ. وﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺤﺮاك اﻟﺸﻌﺒﻲ ھﻮ اﻟﻔﯿﺼﻞ واﻟﺠﺰء اﻷھﻢ ﻓﻲ أﯾﺔ إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ إذ إن اﻟﺨﻄﺄ اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﯿﮫ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﻮن واﻟﻌﺴﻜﺮﯾﻮن ھﻮ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﺎﺿﻨﺔ اﻟﺘﻲ أوﻗﺪت ﻧﯿﺮان اﻟﺜﻮرة وﻟﻌﻞ ﻣﺴﯿﺮة اﻟﺘﯿﮫ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﮭﺎ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ وﻣﺤﺎوﻻت اﻟﺘﺪﺟﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﯾﻮاﺟﮭﮭﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﻮن ﻓﻲ اﻷروﻗﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﺗﺪﻓﻌﺎن ﺑﺎﻟﻘﻮى اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻤﯿﺪاﻧﯿﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﯾﺠﺎد ﺗﻤﺜﯿﻞ ﺷﻌﺒﻲ ﺣﻘﯿﻘﻲ.